13 مارس 2014

مخالفات في الطهارة والصلاة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد...
فمن المعلوم أن الله افترض علينا صلوات في كل يوم. وهذه الصلوات يختلف الناس في أدائها كلٌ بحسبه فمنهم مُحسن ومنهم مُسيء ولذا فلزاماً على كل مسلم أن يحرص على أداء صلاته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ليكمل له عمله، ويتم أجره، وقبل ذلك كله أن يجتهد في أن يكون عمله خالصاً لوجه الله الكريم. وبعد هذا يقال إن من أسباب نقص أجر الصلاة ما يحدث من بعض المصلين من الأمور المخالفة لصلاة النبي القائل: { صلوا كما رأيتموني أصلي } [رواه البخاري]. وكذا ما يحدث من بعضهم من إخلال بالوضوء، وعدم إتقانة، والنبي يقول: { من توضأ كما أُمر وصلَّى كما أُمر غُفر له ما قدم من عمل } [رواه أحمد والنسائي].
وأخيراً أخي المسلم: أقدم لك في هذه النبذة المختصرة بعض أخطاء الناس في طهاراتهم وفي صلاتهم؛ حتى تجتنبها وتنصح من وقع فيها بالإقلاع عنها؛ لتنال الأجر والثواب المتمثل في قوله : { من دل على خير فله مثل أجر فاعله }. وفقنا الله لكل خير وجعلناه هداةً مهتدين إنه سميع مجيب.
أخطاء في الطهارة:
1 - الإسراف في ماء الوضوء: { والنبي كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد } [أخرجه البخاري].
قال البخاري: ( وكَرِه أهل العلم الإسراف فيه - يعني في الوضوء - وأن يجاوزوا فعل النبي .
2 - عدم إتمام غسل أعضاء الوضوء فتبقى بعض الأجزاء غير مغسولة: وهذا نقص في الوضوء، قال : { ويل للأعقاب من النار }. وأمر رجلاً أن يعيد وضوءه لأنه ترك من قدمه شيئاً لم يغسله.
3 - يعتقد بعض الناس أنه لا بد من غسل فرجه قبل كل وضوء: وهذا إعتقاد خاطىء فمن قام من نوم أو خرج منه ريح فليس عليه غسل فرجه إلا إذا أراد قضاء حاجته.
4 - التيمم مع وجود الماء وهو قادر على استعماله: وهذا خطأ واضح، قال تعالى: فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً [النساء:43] فالآية صريحة في أن التيمم لا يجوز عند وجود الماء.
5 - بعض الناس يأخذه النوم في مصلاة ثم إذا أقيمت الصلاة أيقظه من بجانبه فيقوم ويصلي دون أن يتوضأ: ومثل هذا عليه الوضوء لأنه كان مستغرقاً في نومه، أما إذا كان ناعساً ويشعر بمن حوله فليس عليه الوضوء.
6 - بعض الناس قد يدركه وقت الصلاة وهو حاقن لبوله إما لكسل عن الوضوء أو لبعد الماء عنه - لظنه أنه إذا صلى محتقناً أفضل من صلاته بالتيمم - وهذا جهل منه، قال : { لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان } [رواه مسلم].
سئل شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى: عن الحاقن أيهما أفضل أن يصلى بالوضوء محتقناً، أو أن يحدث ثم يتيمم لعدم الماء؟
فأجاب رحمه الله تعالى: صلاته بالتيمم بلا احتقان أفضل من صلاته بالوضوء مع الإحتقان فإن هذه الصلاة مع الإحتقان مكروهة منهي عنها وفي صحتها روايتان وأما صلاته بالتيمم فصحيحة لا كراهة فيها بالاتفاق. والله أعلم.
من أخطاء المصلين
1 - رفع الصوت بالقرآن والأذكار في أثناء الصلاة فيشغل من حوله: قال : { إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين }.
2 - عدم إقامة الصُلب في الركوع والسجود: والنبي يقول: { لا تجزىء صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود } [أخرجه أحمد وغيره].
3 - عدم تمكين الأعضاء السبعة من السجود: قال البني : { أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم } [رواه البخاري].
ومن الأمثلة على الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس في الصلاة ما يلى:
1) بعضهم إذا سجد رفع قدمه أو قدميه عن الأرض.
2) وبعضهم يرفع أنفه قليلاً عن الأرض وكل هذا لايجوز.
4 - نقر الصلاة والإسراع في أدائها: وهذا لا يجوز، قال : { أسوأ الناس مسرقة الذي يسرق من صلاته } قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: { لا يتم ركوعها ولا سجودها } [رواه ابن أبي شيبة وغيره].
5 - بعض المسبوقين يقوم ليأتي بما فاته من الصلاة والإمام لم يتم تسليمة من الصلاة: وهذا الفعل لا يجوز. قال : { ما جعل الإمام إلا ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا } [رواه البخاري].
فعلى المأموم أن ينتظر حتى ينتهي الإمام من السلام، ثم يقوم ليأتي بما فاته من صلاته.
6 - ومن ذلك أيضاً مسابقة الإمام في الصلاة أو موافقته أو مخالفته، فمثلاً يركع أو يسجد أو يقوم قبل الإمام أو مع الإمام أو يتأخر كثيراً عن الإمام: وهذه الأعمال كلها لا تجوز بل على المأموم أن يتابع الإمام. فإذا ركع الإمام ركع بعده وإذا سجد سجد بعده وهكذا.
7 - بعض الناس إذا رأى المصلين في أثناء الركوع أسرع في مشيه حتى يدرك الركوع: وهذا العمل منهي عنه قال : { إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسرعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا } [رواه البخاري].
ولما أسرع أبو بكرة ودخل مع المصلين في أثناء الركوع قال له النبي : { زادك الله حرصاً ولا تعد }.
8 - ومن الأخطاء أيضاً عدم تسوية الصفوف. فأحد المصلين يتقدم قليلاً، والآخر يتأخر قليلاً، والثالث يبتعد عن صاحبه: وهذا كله لا يجوز، بل على المصلين جميعاً أن يتراصوا في الصفوف ولا يجعلوا بينهم فرجات للشياطين، وعلى هذا فليحرص كل واحد منا على أن يلزق كعبه بكعب صاحبه، ومنكبه بمنكب صاحبه لكن دون مزاحمة كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك.
9 - إتيان المسجد بعد أكل الثوم والبصل: فعلى المصلي أن يتجنب ذلك إذا كان وقت الصلاة قريباً إلا إذا زالت رائحتهما من أثر الطبخ قال : { من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتز لنا }، أو قال: { فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته } [رواه البخاري].
وهنا ننبه على أمرين:
الأول: أن بعض الناس يحتال فيتعمد أكل الثوم والبصل قبيل الصلاة ليتذرع بذلك عن أداء الصلاة مع الجماعة وهذا آثم لأنه مخادع لله.
الثاني: شارب الدخان يقال له أولاً اتق الله في نفسك ودع عنك هذا الشراب الخبيث. فقد قال الله عز وجل: يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ [الأعراف:157].
ثم يقال له أيضاً: اعلم هداك الله أنك تؤذي المسلمين برائحتك في مساجدهم، وفي أسواقهم، وفي كل مكان. قال : { من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم } فإذا كان هذا عقاب من آذى المسلمين في طرقهم فكيف في مساجدهم. فاعزم هداك الله على ترك هذا الشراب الخبيث، وإذا علم الله منك الصدق في العزيمة أعانك على ذلك.
10 - بعض الناس إذا دخل والإمام راكع تنحنح، أو قال: ( إن الله مع الصابرين ) أو يحدث بعض الأصوات كالتهليل والتسبيح: كل ذلك في سبيل أن ينتظره الإمام وهذا بفعله مخطيء. فعليه أن يدخل بسكينة ووقار، ولا يشغل المصلين بكلامه.
11 - حجز مكان في المسجد: وهذا خاصة يشاهد في الحرمين الشريفين. فترى كثيراً من الناس يقدمون مفارش وسجاجيد؛ ليحجز له مكاناً ولا يأتي إليه إلا متأخراً وإذا جاء ووجد أحداً قد سبقه أقامه، بل قد ينهره إذا أبى القيام ويزعم بأن المكان محجوز له من قبل وهذا - الحاجز - آثم لأنه أقام مسلماً من مكان قد سبق إليه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ( وأما ما يفعله كثير من الناس من تقديم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد فهذا منهي عنه باتفاق المسلمين. بل محرم، وهل تصح صلاته على ذلك المفرش؟ فيه قولان للعلماء لأنه غصب بقعة في المسجد بفرش ذلك المفرش فيها ومنع غيره من المصلين. فيقال لهؤلاء الذين يحجزون أماكن في المسجد ويمنعون غيرهم ممن سبقهم: اتقوا الله في أنفسكم ولا تنقصوا أجركم بمضرتكم للمسلمين وإيذائهم ).
12 - يلاحظ على بعض المصلين في حالة التثاؤب أنه يرفع صوته بتثاؤبه، وقد يتكرر ذلك منه فينفر من بجانبه، ويقطع عليه خشوعه: فيقال لمن ابتلى بالتثاؤب: عليك بمحاولة كظم التثاؤب - الكظم هو أن يرد التثاؤب ما استطاع وذلك بوضع اليد على الفم - قال : { إذا تثائب أحدكم فليمسك بيده على فمه } [رواه مسلم].
13 - كثرة الحركة في الصلاة: وهذا مشاهد فيلاحظ على بعض المصلين أنه يشغل نفسه بالحركة فتارة يكثر من حك رأسه وتارة يحك صدره وتارة يعبث بأصابعه وتارة يشتغل بتعديل هيئة ملابسه، وهكذا حتى تنتهي الصلاة. فمثل هذا تبطل صلاته عند أهل العلم. وعلى هذا فعلى المسلم أن يُقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه سواء كانت فريضة أو نافلة لقول الله تعالى: قَد أفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الّذِينَ هُم في صََلاَتِهِم خَاشِعُونَ [المؤمنون:2،1].
14 - بعض المصلين يجول ببصره في أثناء صلاته، فتارة ينظر إلى موضع قدميه، وتارة أمامه، وتارة إلى جنبه، وتارة يرفع رأسه: والسنة أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده لثبوت ذلك عنه أنه كان ينظر في صلاته إلى موضع سجوده. وإن كان في جلسة التشهد فله أن ينظر إلى سبابته إذا شاء لثبوت ذلك عنه وإن شاء نظر إلى موضع سجوده.

انتبه ألفاظ مذمومة



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، أما بعد:
فإن كثيراً من الناس تكلموا بألفاظ وعبارات نهت عنها الشريعة وحذر منها أهل العلم، وما ذاك إلا لغلبة الجهل والتساهل وقصر الهمم عن العلم والتعلم. ومن الألفاظ والعبارات المنهي عنها:
1- قول بعضهم: الله غير مادي وهو قول منكر؛ لأن الخوض في مثل هذا بدعة منكرة، والله تعالى ليس كمثله شيء (ع).
2- قول بعضهم: شاءت الأقدار أو شاءت الظروف، والأقدار والظروف لا تشاء وإنما هي بيد الله تعالى (م).
3- قول بعضهم لضيفه: وجه الله إلا تأكل، وهذا لا يجوز؛ لأنه استشفاع بالله على المخلوق(م).
4- قول بعضهم: أعوذ بالله وبك، أو ما شاء الله وشاء فلا ن، أو أنا في حسب الله وحسبك، كل ذلك لا يجوز وهو من إعطاء المخلوق شيئاً من حقوق الخالق (ب).
5- قول بعضهم: الله صديق المؤمن، وهو قول منكر (ب).
6- قول بعضهم: الله ما يضرب بعصى، وفيه سوء أدب وجفاء (ب).
7- قول بعض العامة: الله يسأل عن حالك، وهي عبارة منكرة لا تجوز (م- ب).
8 - الحلف بغير الله تبارك وتعالى: ومنه الحلف بالذمة، والنبي، وحياة الإنسان، وتربة فلان، والحلف بالشرف وكل ذلك منكر لا يجوز(م).
9- التسمي ببعض الأسماء المنكرة: كفتنة ونار وعاصي وقاسي. منكر.
10ـ التسمي بالأسماء: التي فيها تزكية كاسم إيمان، وأبرار، وملاك. (م).
11ـ التسمي بأسماء النصارى: كاسم ريتا، داني، هايدي، سوزان. (ب).
12ـ قول بعضهم: خان، خان به الله لا يجوز، لأن الله تعالى لا يخون. (ع).
13ـ قول بعضهم: العبد مسير ما هو مخير: تعبير غير صحيح بل الإنسان له إرادة واختيار.(ع).
14ـ مصطلح: ( فكر إسلامي ) أو ( مفكر إسلامي ): من الألفاظ التي يحذر منها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد. (ع).
15- قول بعضهم عند التحية: صبحك - أو مساك - الله بالخير. منكر. (ب).
16- قول بعضهم: الله يحافظ عليك. لا يجوز. (ب).
17- قول بعضهم: الله يظلمك. منكر لا يجوز لأن الله لا يظلم أحداً. (ب).
18- قول بعضهم: اللهم اغفر لي إن شئت. منهي عنه. (ب).
19- قول بعضهم: أنا متوكل على الله وعليك. منكر لا يجوز. (ب).
20 - قول بعضهم: الإيمان شيء واحد في القلب. باطل. (ب).
21- قول بعضهم: باسم العروبة، باسم الوطن. لا يجوز. (ب).
22- قول بعضهم: المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم. كفر. (ع).
23- قولهم عن الميت: دفن في مثواه الأخير. حرام لا يجوز. (ع).
24- قول بعضهم: ببركة سيدي فلان. خطأ ممنوع. (ب).
25- قول بعضهم: بجاه القرآن. لفظ موهم ممنوع. (ب).
26 - قول بعضهم عند التهنئة: بالرفاء والبنين. تهنئة الجاهلية. (ب).
27- قول بعضهم للمسجد الأقصى: ثالث الحرمين. والمسجد الأقصى ليس حرماً. وقول بعضهم: حرم الحسين وحرم الست نفيسة بدعة. (ب).
28- قول بعضهم: الدين لله والوطن للجميع. كلمة توجب الردة. (ب).
29- قول بعضهم لمن مات: ربنا افتكره، وهذا اللفظ لا يجوز. (ب).
30- قول بعضهم: الربا ضرورة شرعية، قول منكر لا يجوز. (ب).
31- قول بعضهم: لا سمح الله، لفظة موهمة والأفضل أن يقول: ( لا قدر الله ). (ع).
32- قول بعض الناس: يا رحمة الله، يا عزة الله. هذا من دعاء الصفة لا تدعى، وإنما الذي يدعى هو الموصوف، والواجب أن يقولوا: يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين. (ع).
33- قول بعضهم: إذا دعي إلى الأكل وهم جلوس عليه: يأكل معكم الرحمن، وهذا خطأ. (م).
34- كلمة ( صلعم ) اختصاراً للتصلية والتسليم على النبي ، لا تجوز. (ب).
35- قول بعضهم: العادات والتقاليد الإسلامية منكر؛ لأن الإسلام ليس عادات وتقاليد، وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه. (ب).
36- قول بعضهم لمن قام بنجدتهم: فلان جاء أسرع من فرج الله. نعوذ بالله من هذه المقالة الشنيعة. (م).
37- التندر والضحك أثناء الدعاء مثل تندر بعضهم وقوله: إن بعض المدرسين يدعون الله كل حسب تخصصه. فيقول مدرس اللغة العربية: اللهم اجعلني فاعلاً للخير منتصباً له. ويقول مدرس الرضيات: اجعلني مستقيماً ولا تجعلني في زاوية الضلال. إلى آخر العبارات. وينبغي أن نعلم أن دعاء الله سبحانه قربة إلى الله وخضوع وتذلل، وهو مقام خوف ورجاء، فالهزل فيه لا يناسب هذا المقام. (م).
38- التسمية بعبد الدين وعبد الرسول وعبد النبي وعبد شمس وعبد العال، وعبد الكعبة وعبد المسيح. لا يجوز. (ب).
39- قول بعضهم: العصمة لله منكر لا يجوز؛ لان العصمة لابد لها من عاصم فلينتبه. (ب).
40- قول بعضهم: الغاية تبرر الوسيلة. هذا على إطلاقه تقعيد فاسد لما فيه من العموم في الغايات والوسائل، فالغاية الفاسدة لا يواصل إليها بالوسيلة ولو كانت شرعية، والغاية الشرعية لا يوصل إليها بالوسيلة الفاسدة، فلا يوصل إلى طاعة الله بمعصية. (ب).
41- قول بعضهم: الفاتحة على روح فلان. من البدع المحدثة. (ب).
42- قول بعضهم: المرض الملعون، وهذا من تسخط أقدار الله المؤلمة. (ب).
43- قول بعضهم: لمن يتوضأ بعد الفراغ من وضوئه: من زمزم. وهذا لا أصل له، وترتيب دعاء لا يثبت عن المعصوم. من المحدثات. (ب).
44- قول بعضهم عند الغضب: اللعنة على دين ربك لفظ مخرج عن دين الإسلام، وينصح قائلة بالتوبة. (ب).
45- قول بعضهم: ( يا خيبة الدهر ) منهي عنه. (ب).
46- قول بعضهم: رجال الدين يقصدون بذلك علماء الدين. والظاهر أن هذه الكلمة أخذت من الكفار الذين يقسمون الناس إلى رجال دين ورجال دنيا، أما في الإسلام فلا يُقال رجال دين، لكن يقال: رجال علم، رجال سياسة، وما أشبه ذلك، أما الدين فالمسلمون كلهم رجال دين. (ع).
47- قول البعض للمرأة: يا حطب جهنم. صحيح أن النساء أكثر أهل النار، لكن لا يجوز أن يقال للمرأة: أنت حطب جهنم. (ع).
48- قول بعضهم: فال الله ولا فالك. لا يجوز أن يقال: فال الله، لأن هذا يوهم أن يكون الفال صفة لله. (ع).
49 - قول بعضهم: زارنا النبي للضيف. لا يجوز (ع).
50- قول بعضهم: قال رسول الله على لسان الله. لا يجوز. (ع).
51- قول بعضهم: اسجد لعظمة الله أو اسجد لكبرياء الله. لا يجوز وإنما يقول: اسجد لله. (ع).
52 - قول بعضهم عند الخصومة: فلان ما فيه خير أبداً. لا يجوز لأن المؤمن فيه خير وإن كان عاصياً. (ع).

___________________________________________________________
الرموز والمصادر: (ع) الشيخ ابن عثيمين - كتاب ألفاظ ومفاهيم في ميزان الشريعة.
(ب) الشيخ بكر أبو زيد - كتاب معجم المناهي اللفظية.
(م) الشيخ عبدالرحمن المحمود - كتاب أخطاء عقدية.

الطريق إلى الجنة



- { من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة } [البخاري].
2- { من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة } [البخاري].
3- { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة } [البخاري].
4- { من صلى البردين دخل الجنة } [البخاري].
5- { من غدى إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزله من الجنة كلما غدا أو راح } [البخاري].
6- { من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة } [البخاري].
7- { من صلى اثنتى عشaرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة } [مسلم].
8- { من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة } [مسلم].
9- { من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة } [أبو داود].
10- { ما من أحد يتوضأ فيُحسن الوضوء ويصلي ركعتين يُقبِل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة } [أبو داود].
11- { من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً،وبمحمد نبياً وجبت له الجنة } [أبوداود].
12- { من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة } [أبو داود].
13- { من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة } [الترمذي].
14- { من مات وهو بريء من ثلاث:الكبر، والغلو، والدَيْن، دخل الجنة } [الترمذي].
15- { من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة } [الترمذي].
16- { من أذّن اثنتى عشرة سنة وجبت له الجنة } [ابن ماجة].
17- { من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة:اللهم أدخله الجنة } [الترمذي].
18- { من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً } [الترمذي].
19- { إن الصدق يهدي إلى البِر وإن البِر يهدي إلى الجنة } [البخاري].
20- { تكفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة } [البخاري].
21- { أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام } [الترمذي].
22- { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [البخاري].
23- { إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة } [البخاري].
24- { لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس } [مسلم].
25- { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة } [البخاري].

غزوة الأحزاب - مواقف وعبر




بعد غزوة أحد أظلت المدينة سحابة حزن لفقد الأحبة شهداء في سبيل الله.. وخيم السكون حيناً على الجزيرة العربية. ولم يكن ذلك الهدوء الذي أظل المدينة إلا بداية لتحزب الأحزاب من ملل الكفر والشرك، يتحينون الفرص ويسابقون إلى العداوة! فلا يهنأ لهم بال ولا يقر لهم قرار حتى يكون معقل الإسلام ومدينته تحت أيديهم يجوسون فيها تقتيلاً وإفساداً. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:10].
في السنة الخامسة للهجرة خرجت شرذمة من اليهود نحو كفار مكة ليأنبوهم ويحرضوهم على غزو المدينة، ومحاولة استئصال شأفة الإسلام، وقتل محمد ، والتنكيل بأصحابة! ثم خرج الرهط يحمل الحقد والكراهية للمسلمين نحو غطفان ليكتمل عقد الأحزاب.
وتداعت الجموع وأقبل الشر بخيله ورجله، فخرجت من الجنوب قريش وكنانة وأهل تهامة، ووافاهم بنو سليم وخرجت من الشرق قبائل غطفان وكذلك خرجت بنو أسد. واتجهت الأحزاب الكافرة صوب المدينة حتى تجمع حولها جيش عرمرم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل! جيش يزيد عدده على سكان المدينة رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً! في جوع منهم شديد، وبرد وزمهرير، وعدة قليلة، وما عند الله خير وأبقى!
إجتمع الأحزاب حول المدينة لسبب واحد لا غير وإن اختلفت الألسن وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة:217].
وفي هذا الجو المكفهر والكرب الشديد إنقسم أهل المدينة إلى قسمين: قسم آمن بوعد الله وصدق بنصر رسالته وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب:22].
فشدوا للقتال وقدموا المهج والأرواح وبذلوا الأسباب بحفر الخندق وحراسة المدينة ليل نهار مع ما أصابهم من الجوع والفاقه، فقد كان طعام الجيش قليلاً من الشعير يخلط بدهن سنخ متغير الرائحة لقدمه، ويطبخ فيأكلونه رغم طعمه الكرية ورائحته المنتنة لفرط الجوع، وأحياناً لا يجدون سوى التمر وقد يلبثون ثلاثة أيام لا يذوقون طعاماً! وكان أشد أمر عليهم نجم النفاق وفشل الناس وعظم البلاء واشتداد الخوف وخيف على الذراري والنساء فقد أحاطوا بالجميع وادلهم الخطب بالأمة إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ [الأحزاب:10]، وكان النبي في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم! قال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول ، فجاء وأخذ المعول فقال: { بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله كبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن، والله إني لأبصر صنعاء من مكاني }.
والنبي يبشر ويرفع من عزائم الصحابة وكان أحدهم من شدة الجوع يرفع عن بطنه الحجر فرفع رسول الله عن بطنه الشريف حجرين!
وأما أهل النفاق وضعفاء النفوس ممن أثّر فيهم الإرجاف فقد تزعزعت قلوبهم وانخلعت صدورهم لرؤية الجموع والعدد والعدة وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب:13]. وقال المنافقون في ما بشر النبي من خزائن كسرى وقيصر: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وقالوا تنصلاً من الجهاد وهرباً منه: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً [الأحزاب:113].
واشتغل النبي وأصحابه بمقارعة العدو وأخذ العدة وحفر الخندق حتى فاتت المسلمين بعض الصلوات، ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش، فقال: يا رسول الله! ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي : { والله ما صليت } وقد أهم النبي فوات الصلاة فدعا عليهم { ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس }، وبقيت الساعات العصيبة أياما وليال وزادها سوء نقض بني قريظة العهد مع الرسول فاكتمل عقد الأحزاب حول المدينة الصامدة! ولما بلغ رسول الله غدر بني قريظة تقنع بثوبه واضطجع ومكث طويلا حتى اشتد على الناس البلاء ثم نهض يقول: { الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره }! وسعى النبي لمجابهة الظرف العصيب وأن يفرق جمعهم فأراد أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفوا وتخف الوطأة على المسلمين فيلحقوا بقريش الهزيمة.
واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عباده رضي الله عنهما في الأمر، فقالا: يا رسول الله؛ إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً لله وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعاً، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك تعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف. فصوب رأيهما وقال: { إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة }.
وكان النبي في تلك الأيام الصعبة يبعث الحرس إلى المدينة لئلا تؤتى الذراري والنساء على حين غرّه! فالأمر مهول والأحزاب تسمع أصواتهم، والنبال تصل إلى خيل المسلمين! وقد وصف الله عز وجل تلك الساعات العصيبة بوصف عجيب كأن العين تراهم، فقال تعالى: وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً [الأحزاب:10- 11].
ولما أمر الله عز وجل بانجلاء الغمة وتفريج الكربة صنع أمراً من عنده، خذل به العدو وهزم جموعهم وفل حدهم، وساق نعيم بن مسعود للتفريق بينهم! والنبي يرفع يديه إلى السماء { اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم } وكان المسلمون يدعون ربهم "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".
فاستجاب الله الدعاء وبلغ الأمل وأذن بالنصر، و أرسل جنوداً من الرعب والريح قلبت قلوبهم وقدورهم، وقوضت قوتهم وخيامهم ودفنت رحالهم وآمالهم، فلم تدع قدراً إلا كفأتها ولا طنباً إلا قلعته! ولا قلباً إلا أهلعته وأرعبته.
وبعد معركة الأحزاب أزفت البشائر وأشرقت المدينة، بقول النبي : { الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم }، وفي اجتماع الأحزاب في أزمنة متفرقة ومرات عديدة خلال العصور، حكمة بالغة في الرجوع إلى الله، وصدق التوكل عليه، والإنابة والذل وإظهار الحاجة، وبذل الغالي لهذا الدين، قال تعالى: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32]. قال ابن القيم رحمه الله: "ومن ظن إزالة أهل الكفر على أهل الإسلام إزالة تامة فقد ظن بالله السوء". وعلى مر العصور وتقلب الدهور قول الصادق { بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين }، لكن الأمر مشروط بشروطه، ومقيد بقيوده إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:17].