29 يناير 2014

إعتقاد أئمة الحديث



    الكاتب : أبو بكر الإسماعيلي


قال ابن قدامة ، أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشمي ، قال انبأ أبو الحسن على بن محمد الجرجاني ، أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، قال :

[ اصول الاعتقاد عند أهل الحديث ]
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى ، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده ، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة ، مضمونا لهم الهدى فيهما ، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم ، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم .

[ القول في الاسماء والصفات ]
ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، خلق آدم بيده ، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ، بلا اعتقاد كيف ، وأنه عز وجل استوى على العرش ، بلا كيف ، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه .

[ ذكر بعض خصائص الربوبية ]
وأنه مالك خلقه وأنشأهم لا عن حاجة إلى ما خلق ولا معنى دعاه إلى أن خلقهم ، لكنه فعال لما يشاء ويحكم كما يريد ، لا يسأل عما يفعل ، والخلق مسؤولون عما يفعلون .

[ إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ]
وأنه مدعو بأسمائه ، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، ولا يوصف بنقص أو عيب أو آفة ، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك .

[ إثبات صفة اليدين ]
وخلق آدم عليه السلام بيده ، ويداه مبسوطتان ينفق كيف شاء ، بلا اعتقاد كيف يداه ، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف .
ولا يعتقد فيه الأعضاء ، والجوارح ، ولا الطول والعرض ، والغلظ ، والدقة ، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق ، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام .
ولا يقولون إن اسماء الله عز وجل كما تقوله المعتزلةوالخوارج وطوائف من أهل الأهواء مخلوقة .

[ قولهم في صفة الوجه والسمع والبصر والعلم والقدرة والكلام ]
ويثبتون أن له وجها ، وسمعا ، وبصرا ، وعلما ، وقدرة ، وقوة ، وكلاما ، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم ، ولكن كما قال تعالى : { ويبقى وجه ربك } وقال : { أنزله بعلمه } وقال : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } وقال : { فلله العزة جميعا } وقال : { والسماء بنيناها بأيد } وقال : { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } وقال : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } .
فهو تعالى ذو العلم ، والقوة ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، كما قال تعالى : {ولتصنع على عيني } { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا } وقال : { حتى يسمع كلام الله } وقال : { وكلم موسى تكليما } وقال : { أنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } .

[ إثبات المشيئة ]
ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم : ( ما شاء الله كان ، وما لا يشاء لا يكون ) ، كما قال تعالى : { وما يشاؤون إلا أن يشاء الله } .

[ علم الله ]
ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله ، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو ، والقادر لا يغلب .

[ القرآن كلام الله ]
ويقولون : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وإنما كيفما يصرف بقراءة القارئ له ، وبلفظه ، ومحفوظا في الصدور ، متلواَ بالألسن ، مكتوباَ في المصاحف ، غير مخلوق ، ومن قال بخلق اللفظ بالقرآن يريد به القرآن ، فهو قد قال بخلق القرآن .

[ أفعال العباد مخلوقة لله ]
ويقولون إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل ، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله ، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، لا حجة لمن أضله الله عز وجل ، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل : { قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين } وقال : { كما بدأكم تعودون فريقا حق عليهم الضلالة } وقال : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيراَ من الجن والإنس } وقال : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } ومعنى "نبرأها" أي نخلقها وبلا خلاف في اللغة ، وقال مخبراَ عن أهل الجنة : { الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } وقال : { أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاَ } وقال : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } .

[ الخير والشر بقضاء الله ]
ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر ، بقضاء من الله عز وجل ، أمضاه وقدره ، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله ، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل ، لا غنى لهم عنه في كل وقت .

[ النزول إلى السماء الدنيا ]
وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بلا اعتقاد كيف فيه .

[ رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ]
ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة ، دون الدنيا ، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة ، كما قال : { وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال في الكفار : { كلا إنهم عن ربهم يومئذِ لمحجوبون } فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه ، كانوا جميعا عنه محجوبين ، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له ، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف .

[ حقيقة الإيمان ]
ويقولون إن الإيمان قول وعمل ومعرفة ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة .

[ قولهم في مرتكب الكبيرة ]
ويقولون إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين ، لو ارتكب ذنباَ ، أو ذنوباَ كثيرة ، صغائر ، أو كبائر ، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله الله ، فإنه لا يكفر به ، ويرجون له المغفرة ، قال تعالى : { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .

[ حكم تارك الصلاة عمداَ ]
واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر ، فكفره جماعة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ) وقوله : ( من ترك الصلاة فقد كفر ) و : ( من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله ) وتأول جماعة منهم . . . بذلك من تركها جاحداَ لها ، كما قال يوسف عليه السلام : { إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله } ترك جحود الكفر .

[ أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان ]
وقال منهم : إن الإيمان قول وعمل ، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله ، إذا ذكر كل اسم مضموماَ إلى الآخر ، فقيل : المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر ، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم .
وكثير منهم قالوا : الإسلام والإيمان واحد ، قال عز وجل : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه ، وقال : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين }.
ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به ، كما قال : { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } وقال : { يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان } وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد .

[ الشفاعة والحوض والمعاد والحساب ]
ويقولون إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين ، وأن الشفاعة حق ، والحوض حق ، والمعاد حق ، والحساب حق .

[ ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار ]
ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار ، لأن علم ذلك يغيب عنهم ، لا يدرون على ماذا الموت ؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام ، فهو من أهل الجنة ، لقوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ولم يذكر عنهم ذنبا { اولئك خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن } ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه ، فإنهم يشهدون له بذلك ، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله .

[ عذاب القبر ]
ويقولون إن عذاب القبر حق ، يعذب الله من استحقه إن شاء ، وإن شاء عفى عنه ، لقوله تعالى : { النار يعرضون عليها غدواّ وعشياّ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما ، حتى إذا قامت القيامة عذبوا أشد العذاب ، بلا تخفيف عنهم كما كان في الدنيا ، وقال : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاَ } يعني قبل فناء الدنيا ، لقوله بعد ذلك : { ونحشره يوم القيامة أعمى } بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة ، وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد والرفاهية في المعيشة ما يعلم به انه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجود مشركين في سعة من أرزاقهم ، وإنما أراد به بعد الموت ، قبل الحشر .

[ سؤال منكر ونكير ]
ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع قول الله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } وما ورد تفسيره عن النبي .

[ ترك الخصومات والمراء في الدين ]
ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره ، لقول الله عز وجل : { وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } يعني يجادل فيها تكذيبا بها والله اعلم .

[ خلافة الخلفاء الراشدين ]
ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باختيار الصحابة إياه ، ثم خلافة عمر بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه ، ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن امر عمر ، ثم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بيعة من بايع من البدريين عمّار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ، ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقه وفضله .

[ المفاضلة بين الصحابة ]
ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم ، لقوله : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } وقوله : { والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم } .
ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل ، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان ، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يات بالإحسان ، فلا مدخل له في ذلك .

[ قولهم فيمن يبغض الصحابة ]
ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه ، لقوله عز وجل : { محمد رسول الله والذين معه } إلى قوله { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } فأخبر أنه جعلهم غيظا للكافرين .
وقالوا بخلافتهم ، لقول الله عز وجل : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} فخاطب بقوله { منكم } من ولد الآن وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه ، فقال بعد ذلك : { وليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا } فمكن الله بأبي بكر وعمر وعثمان الدين ، وعد الله آمنين يغزون ولا يغزون ، ويخيفون العدو ولا يخيفهم العدو .
وقال عز وجل للذين تخلفوا عن نبيه في الغزوة التي ندبهم الله عز وجل بقوله : { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود اول مرة فاقعدوا مع الخالفين } فلما لقوا النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الإذن في الخروج للعدو فلم يأذن لهم ، أنزل الله عز وجل : { سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } وقال لهم : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } والذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء خوطبوا بذلك لما تخلفوا عنه ، وبقي منهم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ما أوجب لهم بطاعتهم إياهم الأجر وبترك طاعتهم العذاب الاليم ، إيذانا من الله عز وجل بخلافتهم رضي الله عنهم ولا جعل في قلوبنا غلا لأحد منهم ، فإذا اثبتت خلافة واحد منهم انتظم منها خلافة الأربعة .

[ الجمعة خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا ]
ويرون الصلاة -الجمعة وغيرها- خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا ، فإن الله عز وجل فرض الجمعة وأمر بإتيانها فرضا مطلقا ، مع علمه تعالى بان القائمين يكون منهم الفاجر والفاسق ، ولم يستثن وقتا دون وقت ، ولا أمرا بالنداء للجمعة دون أمر .

[ الجهاد مع الائمة وإن كانوا جورة ]
ويرون جهاد الكفار معهم ، وإن كانوا جورة ، ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ، ولا يرون الخروج بالسيف عليهم ، ولا قتال الفتنة ، ويرون قتال الفئة الباغية مع الإمام العادل ، إذا كان ووجد على شرطهم في ذلك .

[ دار الإسلام ]
ويرون الدار دار الإسلام لا دار الكفر كما رأته المعتزلة ، مادام النداء بالصلاة والإقامة ظاهرين وأهلها ممكنين منها آمنين .

[ أعمال العباد لا توجب لهم الجنة إلا بفضل الله ]
ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة ، وإن عمل أي عمل ، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء ، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر ، كما قال الله : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء } ، { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } وقال : { يختص برحمته من يشاء } .

[ الرازق الله ]
وإن الله تعالى يرزق كل حي مخلوق رزق الغذاء الذي به قوام الحياة ، وهو يضمنه الله لمن أبقاه من خلقه ، وهو الذي رزقه من حلال أو من حرام ، وكذلك رزق الزينة الفاضل عما يحيا به .

[ الله خالق الشياطين ووساوسهم ]
ويؤمنون بأن الله تعالى خلق الشياطين توسوس للآدميين ويخدعونهم ويغرونهم ، وأن الشيطان يتخبط الإنسان .

[ السحر والسحرة ]
وأن في الدنيا سحرا وسحرة ، وان السحر واستعماله كفر من فاعله ، معتقدا له، نافعا ضارا بغير إذن الله .

[ مجانبة البدعة ]
ويرون مجانبة البدعة والآثام ، والفخر ، والتكبر ، والعجب ، والخيانة ، والدغل ، والسعاية ، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها ، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم .

[ تعلم العلم ]
ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه ، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره ، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها ، وطلب آثار الصحابة .

[ الكف عن الصحابة ]
والكف عن الوقيعة فيهم ، وتأول القبيح عليهم ، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل .

[ لزوم الجماعة ]
مع لزوم الجماعة ، والتعفف في المأكل والمشرب والملبس ، والسعي في عمل الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم ويبينوا لهم الحق ، ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان وإقامة العذر بينهم ومنهم .

[ وجوب لزوم مذهب أهل الحديث الفرقة الناجية ]
هذا أصل الدين والمذهب ، اعتقاد أئمة اهل الحديث ، الذين لم تشنهم بدعة ، ولم تلبسهم فتنة ، ولم يخفوا إلى مكروه في دين ، ولا تفرقوا عنه .
واعلموا ان الله تعالى أوجب في كتابه محبته ومغفرته لمتبعي رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه ، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة ، فقال عزّ وجلّ لمن ادعى أنه يحب الله عز وجل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } .

نفعنا الله وإياكم بالعلم ، وعصمنا بالتقوى من الزيغ والضلالة بمنه ورحمته .

0 التعليقات :

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets